لا تدع حساب الصودا الكاوية للصابون يفسد وصفتك! تعلم طريقة حساب كمية هيدروكسيد الصوديوم اللازمة لوصفة الصابون الصلب الخاصة بك لتضمن أمان ونجاح صابونك.
مقدمة
أهلاً بعودتكم إلى مختبرنا الممتع!
في الحلقات الماضية، جهزنا أنفسنا وأدواتنا. اليوم، سنواجه التحدي الأكبر والأكثر أهمية على الإطلاق: حساب الصودا الكاوية للصابون.
لا تدع الاسم يخيفك! سنشرح اليوم بالضبط كيفية إجراء هذا الحساب، والذي يُعرف علمياً أيضاً باسم حساب هيدروكسيد الصوديوم للصابون. هذه الخطوة هي التي تحدد كل شيء. إنها الفرق بين صابونة فاخرة… وبين كتلة غريبة من الدهون.
لنفهم الأمر، دعونا نبدأ “لعبة الكراسي” الكيميائية!
🎵 لماذا الدقة في حساب الصودا الكاوية؟ (لعبة الكراسي)
تخيل عملية التصبن كلعبة كراسي موسيقية:
- الكراسي = هي جزيئات الزيوت والدهون في وصفتك.
- اللاعبون = هم جزيئات الصودا الكاوية (هيدروكسيد الصوديوم).
- الموسيقى = هو التفاعل الكيميائي.
عندما تبدأ الموسيقى، يركض كل “لاعب” (صودا) ليجد “كرسياً” (زيت) ويجلس عليه. عندما يجلس اللاعب على الكرسي، يتحولان معاً إلى شيء جديد ورائع: الصابون.
المشكلة تحدث عندما نخطئ في عدد اللاعبين:
- لاعبون أكثر من الكراسي (صودا زائدة): تنتهي اللعبة، وتبقى جزيئات صودا غاضبة تتجول بلا كراسي. هؤلاء “اللاعبون” الأحرار جاهزون لمهاجمة أي شيء يلمسونه (مثل بشرتك!). النتيجة: صابون حارق وضار.
- كراسي أكثر من اللاعبين (زيوت زائدة): هذا أفضل، لكن إذا كانت الكراسي الفارغة كثيرة جداً، يصبح الصابون طرياً ودهنياً، وقد يفسد (يتزنخ) بسرعة.
مهمتنا هي أن ننجح في حساب الصودا الكاوية للصابون بدقة لنكون “منظمي الحفلة” المثاليين!
🏆 “الزيت الحر” (Superfat): خطة الكراسي الاحتياطية
هنا تكمن الخدعة الذكية. “خطة الزيت الحر” يعني أننا نتعمد إحضار كراسي (زيوت) أكثر من اللاعبين (الصودا).
نحن نحسب عدد اللاعبين (الصودا) اللازم لملء 100% من الكراسي… ثم “نطرد” حوالي 5% من اللاعبين قبل بدء اللعبة! هذا يضمن لنا شيئين:
- الأمان: نضمن 100% أن كل “لاعب” صودا سيجد “كرسياً”، ولن يبقى أي لاعب غاضب وحر.
- الترطيب: تلك “الكراسي الاحتياطية” (الزيوت الحرة) تبقى في الصابونة لتمنحها ترطيباً إضافياً فاخراً.
والآن، كيف نقوم بـ حساب الصودا الكاوية للصابون الصلب؟
استخدام جدول التصبن وقيم SAP
من أجل حساب الصودا الكاوية للصابون الصلب يمكن أن يتم باستخدام جدول التصبن
كل زيت له “رقم سري” يسمى قيمة التصبن (SAP). هذا الرقم يخبرنا بعدد غرامات هيدروكسيد الصوديوم اللازمة للتفاعل مع 1 كيلو غرام من هذا الزيت. هذا هو جوهر جدول التصبن.
مثال حسابي: لنفترض أن وصفتنا تحتوي على:
- 500 غرام زيت زيتون (قيمة SAP له = 136)
- 300 غرام زيت جوز الهند (قيمة SAP له = 184)
- 200 غرام زبدة شيا (قيمة SAP لها = 126)
الخطوات:
- زيت الزيتون: 500 غرام * 136 / 1000 = 68 غرام صودا
- زيت جوز الهند: 300 غرام * 184 / 1000 = 55.2 غرام صودا
- زبدة الشيا: 200 غرام * 126 / 1000 = 25.2 غرام صودا
- نجمع اللاعبين: 68 + 55.2 + 25.2 = 148.4 غرام (هذا لملء 100% من الكراسي).
- نطبق التخفيض (نطرد 5%): 148.4 * 0.95 = 141 غرام.
إذن، نحتاج 141 غرام من الصودا الكاوية.
يمكنك اختصار الوقت عن طريق استخدام حاسبة الصابون التي تقوم بـ حساب الصودا الكاوية للصابون الصلب نيابة عنك
لماذا تختلف أرقام التصبن من جدول تصبن إلى آخر ومن حاسبة صابون إلى أخرى؟
الجواب باختصار: لأن “الزيوت النباتية” ليس مكوناً كيميائياً واحداً، بل هو منتج طبيعي متغير.
قيم التصبن (SAP) ليست ثوابت كونية مثل سرعة الضوء، بل هي متوسطات تم الحصول عليها من اختبارات متعددة.
إليك الأسباب التفصيلية لاختلاف هذه الأرقام:
1. 🌿 تأثير نوعية الزيوت نفسها
هذا هو السبب الرئيسي بنسبة 90%. “زيت جوز الهند” الذي اشتريته اليوم ليس مطابقاً كيميائياً 100% لزيت جوز الهند الذي تم اختباره في مختبر قبل 10 سنوات لتحديد قيمة التصبن (SAP) الخاصة به.
لنفكر في الأمر مثل “التفاح”. هل كل التفاح له نفس المذاق؟ بالطبع لا. التفاح الأخضر يختلف عن الأحمر، حتى لو كانا من نفس الشجرة.
العوامل التي تغير التركيب الكيميائي (وبالتالي قيمة SAP) للزيت هي:
- الصنف والنوع: زيت الزيتون من اليونان (صنف كورونايكي) يختلف عن زيت الزيتون من إسبانيا (صنف بيكوال).
- المناخ والتربة: زيت نما في موسم جاف سيختلف عن زيت نما في موسم ممطر.
- وقت الحصاد: درجة نضج الثمرة (زيتون أخضر مقابل أسود) تغير تركيبة الأحماض الدهنية.
- طريقة المعالجة: زيت بكر ممتاز (Virgin) يختلف عن زيت مكرر (Refined) أو زيت تفل الزيتون (Pomace).
كل هذه العوامل تغير “التركيبة الدقيقة” للأحماض الدهنية في الزيت. وبما أن قيمة التصبن هي ببساطة كمية الصودا اللازمة للتفاعل مع هذه الأحماض، فمن الطبيعي أن تختلف القيمة قليلاً عندما تختلف التركيبة.
2. طريقة التعبير
يمكن التعبير عن رقم التصبن إما على شكل عدد صحيح مثلاً 136 غرام هيدروكسيد الصوديوم لكل كيلو غرام زيت زيتون أو على شكل عشري نحو 0.136 كيلو غرام هيدروكسيد الصوديوم لكل كيلو غرام من زيت الزيتون
2. 🔬 نوع القلوي (NaOH مقابل KOH)
وهذا خطأ شائع يقع فيه الكثيرون عند المقارنة.
- هيدروكسيد الصوديوم (NaOH): يُستخدم لصناعة الصابون الصلب. قيم التصبن الخاصة به تكون أقل (مثلاً: 136 لزيت الزيتون).
- هيدروكسيد البوتاسيوم (KOH): يُستخدم لصناعة الصابون السائل. قيم التصبن الخاصة به تكون أعلى (مثلاً: 191 لزيت الزيتون).
قد تكون إحدى حاسبات الصابون التي تنظر إليها تستخدم بيانات KOH عن طريق الخطأ، أو أن الجدول الذي تقرأ منه مخصص للصابون السائل. دائماً تأكد من أنك تقارن “NaOH” بـ “NaOH”.
🛡️ وماذا يعني هذا بالنسبة لك؟ (أهم جزء)
هل هذه الاختلافات كارثية عند حساب الصودا الكاوية للصابون الصلب؟ لا، على الإطلاق.
هذه الاختلافات الطفيفة هي بالضبط السبب الذي يجعلنا نستخدم “الزيت الحر” (Superfat) بنسبة 5% أو أكثر!
عندما تضبط الحاسبة على “نسبة زيت حر 5%”، فأنت تقول لها: “أنا أعلم أن قيمة التصبن (SAP) قد لا تكون دقيقة 100%. لذلك، احسبي لي كمية الصودا الكاوية اللازمة لـ 95% فقط من الزيوت، واتركي 5% من الزيوت كـ “هامش أمان” احتياطي”.
هذا الهامش (الـ Superfat) يضمن شيئين:
- أنه “يبتلع” أي اختلافات طفيفة في قيم SAP.
- يضمن أنه لن يتبقى أي صودا كاوية حرة في الصابون النهائي، بل يتبقى زيوت مرطبة.
الخلاصة: لا تقلق من الاختلافات الطفيفة (مثل 134 مقابل 136). اختر حاسبة صابون حديثة وموثوقة، والتزم بها، ودائماً استخدم “نسبة زيت حر” (Superfat) كشبكة أمان لك.
الخلاصة
تذكر، النجاح في حساب الصودا الكاوية للصابون ليس خياراً، إنه ضرورة لسلامتك وسلامة بشرتك ولنجاح “لعبة الكراسي” الكيميائية!